حلويات روان، مشروع أبصر النور بفضل عزيمتها

قبل خمسة سنوات عند انضمامها لبرنامج تقوية الأسر ، كانت روان تقول : “أريد أن أصنع لنفسي مهنة… أريد أن أكون قادرة على إعالة أطفالي بيدي.”

في إحدى زياراتنا الميدانية قبل خمس سنوات، تعرفنا إلى أسرة بسيطة مكوّنة من أم وزوجها، وطفلين يبلغان ستة وثمانية أعوام. كانت الأسرة تعيش أوضاعًا نفسة واقتصادية صعبة فتحوّل البيت إلى مساحة مليئة بالقلق والخوف من المستقبل. لم يكن هناك مصدر دخل ثابت، وكانت الأم تحمل مسؤولية الأطفال وحدها، عاجزة عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.

من هنا بدأت القصة...

لم تكن روان تمتلك خبرة مهنية، لكنها كانت تحمل شغفًا كبيرًا في صناعة الحلويات. هذا الشغف، الذي كان في البداية مجرد هواية بسيطة تمارسها داخل مطبخ متواضع، تحوّل إلى نقطة الانطلاق. التحقت الأم بمعهد تدريب مهني متخصص في صناعة الحلويات الشرقية والغربية. كان التدريب مكثفًا، طويلًا، وفيه الكثير من التعب، لكنها لم تتغيب يومًا واحدًا، وكانت تعود إلى منزلها محمّلة بالأمل أكثر من التعب.

حصلت على شهادتها المهنية، وكان هذا اليوم أشبه بولادة جديدة لها. بدأت العمل من مطبخها المتواضع، تصنع ما تعلمته بحب، وتبيع لجيرانها ومعارفها. كانت البداية صغيرة، لكنها كانت بداية وهذا وحده كان كافيًا لتبدأ العجلة بالدوران.

ومع الوقت، قدم البرنامج دعمًا للمشروع من خلال توفير الأدوات الأساسية والمعدات الكهربائية، ومتابعة خطوات التقدم، وتعزيز ثقتها بنفسها. شيئًا فشيئًا، بدأت الطلبات تتزايد، وبدأ اسمها يُعرف كصانعة حلويات مجتهدة وموهوبة.

لكن التحول الأكبر جاء لاحقًا، عندما دعمتها المؤسسة للحصول على كارافان صغير. ومع عمل وجهد كبير، تم تحويل هذا الكارافان إلى معمل حلويات ومعجنات ، مجهّز بكل ما تحتاجه لعملها. لم يعد مشروعها مجرد عمل منزلي؛ أصبح مشروعًا حقيقيًا.

sos-1399-jpg  sos-1463-jpg  sos-1363-jpg

بدأت الأم تشارك في بازارات وفعاليات على مستوى المنطقة، كما بدأت تُدعى للمشاركة في أسواق العيد والمناسبات المختلفة. كانت تقف خلف طاولتها فخورة بنفسها  ترى الناس يتذوقون من صنع يديها، وتشعر أن العالم بدأ يعترف بقدرتها.

حتى زوجها أصبح يدعمها و يساعدها داخل الكارافان. تغيرت نظرته لنفسه، وعادت الأسرة لتكون فريقًا واحدًا. أما الطفلين يعيشان حاليا في بيت مليء بالأمان والطمأنينة.

اليوم، وبعد خمس سنوات من العمل والاجتهاد والدعم المستمر، أصبحت روان الأم والمثابرة نموذجًا مُلهِمًا. مشروعها يكبر، وطموحها يكبر معه. تقول دائمًا بابتسامة كبيرة:

“كنتم سببًا في تغيير حياتي… كنت أفقد الأمل، أما الآن فأنا أخطط لتكبير مشروعي، وأؤمن أنني قادرة على تحقيق المزيد.”