من الحرب الى الحضن الدافيء، الشهر الأول من حياة كرم

في صباح باكر من أيام الحرب الأولى استقبلت قرية الأطفال SOS في رفح زائرًا غير متوقع. كان الطفل الصغير، الذي لم يتجاوز عمره اليوم الواحد، بين ذراعي الأخصائي الاجتماعي ، بشعر داكن ووجه مجعد. يقول الأخصائي: “أصيبت والدته وتوفيت أثناء الولادة.” هذا الطفل، الذي جاء حديثًا إلى العالم، كان يحمل بالفعل عبء الفقدان والفوضى، لكن هنا، سيكون في أمان.

في أهدأ لحظات القرية، كانت ماما بسمة مقدمة الرعاية للطفل تحتضنه بقربها، وصوتها كان بلسمًا مهدئًا يخفف من خوفه. لاحظت ماما بسمة كيف كان يهدأ عندما تغني له بلطف لينام، كلماتها كانت تشعره بالراحة فيهدأ بكائه سريعا. كانت بسمة تقول بابتسامة رقيقة: “إنه يهدأ ويطمئن عندما يسمع صوتي”، وهي تشعر برابط عميق مع الطفل الصغير الذي مر بالكثير في هذا العمر الصغير. ولكنه برعاية ماما بسمة بدأ يجد السام، وقلبه الصغير بدأ يتعافى ببطء .

حاليًا، كرم – كما أسمته ماما بسمة – يبلغ من العمر ثلاثة أشهر. الفريق يحاول تعقب أسرته الأصلية من أجل لم شمله معها. ورغم أن الظروف الحالية في قطاع غزة لا تساعد كثيرًا، إلا أن الفريق يتعاون مع عدة جهات لدعم عملية لم الشمل.