من التحديات إلى النجاح: رحلة اعتماد نحو مستقبل أكثر إشراقًا

داخل بيت صغير في بيت لحم، تعيش اعتماد الأم المكافحة البالغة من العمر 39 عاما، مع أطفالها الخمسة، حنان (14 عاما)، ومحمود (11 عاما)، والتوأم سائد وكرم (10 سنوات)، وليلى (3 أعوام).

 في ذلك البيت الصغير كانت الأسرة تواجه تحديات اقتصادية كبيرة وضغوطا نفسية هائلة، خاصة أن الأب غير قادر على العمل ويعاني من مرض دائم، الأمر الذي يحد من حركته ونشاطه، مما أثر على استقرار الأسرة خصوصا الأم اعتماد، فرغم ذلك أصرت على التغلب على تحديات ظروف معيشتهم لتحاول أن تُعيل أبناءها بنفسها. 

"ليس من السهل أن أعبر عن مشاعري ولم أكن أتوقع أن أتحدث بهذه الراحة عنها."

هذه كلمات الأم اعتماد بعد أن شاركت بحضور الجلسات الإرشادية التي تنظمها قرى الأطفال  SOS في بيت لحم، والتي تضمنت عدة مواضيع، مثل التعرف على المشاعر وأنواعها، وكيفية التعبير الآمن عنها. والتزمت بحضور كافة الجلسات التدريبية، وصولا إلى مرحلة الإفصاح عن مشاعرها المكبوتة والمختلطة من قلق وخوف على أبنائها من المستقبل ومشاعر السعادة والحب والأمل التي تدفعها نحو نجاح أبنائها وتفوقهم.

بدأت الأم اعتماد رؤية الحياة من منظور مختلف، بعد أن تعلمت كيفية إدارة الضغوط الحياتية والنفسية، فزادت ثقتها بنفسها وعززت تقديرها لذاتها، كما أدركت قوة تأثير التفكير الإيجابي على حياتها، مما ساهم في تحسين علاقتها مع زوجها وأطفالها في البيت ومشاركتهم بعض القرارات البسيطة التي حسنت من الترابط الأسري بينهم. كما تم إشراك أطفالها الثلاثة في لقاءات إرشادية وتوعوية تفاعلية داخل مقر قرية الاطفالSOS  في بيت لحم، بهدف تعزيز وعيهم وتطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية. شملت مواضيع مثل التعبير الآمن عن المشاعر، تقدير الذات، ومفهوم المكان الآمن، بالإضافة إلى ورش عمل حول حقوق الطفل، العنف بأنواعه، الحماية، التنمر، والتحرش. واعتمدت الأنشطة على أساليب تفاعلية مبتكرة مثل اللعب الرسم، الموسيقى، مما ساعد الأطفال على اكتساب المهارات اللازمة للتعبير عن أنفسهم وزيادة وعيهم بحقوقهم وآليات الحماية.

وحول ذلك يعلق محمود نجل الأم اعتماد والذي شارك في هذه الورشات، قائلا: " لقد تغيرت حياتنا للأفضل من بعد هذه الورشات وأصبحنا نحب الذهاب الى المدرسة لأن القرية توفر لنا الملابس والطعام، أشكر القرية وأتمنى المزيد من اللقاءات معكم، والأهم أن هذه الورشات غيرت في نفسية أمي واختلف تعاملها معنا للأفضل".

الأخصائية الاجتماعية ديما عدوي، التي تتابع عن كثب تطورات قصة اعتماد، علّقت على مسيرة تقدمها قائلة: " في كل لقاء، تعبر الأم عن تفاؤلها الكبير بالمستقبل، مؤكدة: " أنا متفائلة بالمستقبل، وأرى نجاحي يتحقق أمام عيني، وأرى أطفالي متفوقين في الجامعات كما أحلم وأتمنى".

سعياً لتحقيق حلمها، من المتوقع أن تقدم قرى الأطفال SOS الدعم اللازم  لاعتماد لتأسيس مشروعها الخاص، وذلك من خلال إنشاء استديو تصوير صغير مجهز بكافة المعدات التي تحتاجها لتساهم في توفير مصدر دخل مستدام يعيل أسرة محتاجة لسنوات طويلة.

*تماشيًا مع التزام قرى الأطفال SOS بحماية الخصوصية، تم حجب أسماء المشاركين وصورهم.