إيمان.. رحلة الأمل والتغيير

إيمان، الطفلة ذات العشرة أعوام، صاحبة الابتسامة البريئة والشخصية الهادئة، انضمت الى قرية الأطفال SOS رفح في عام 2020 مع إخوتها الأكبر سناً، بعد أن عصفت بهم ظروف أسرية صعبة. ومع اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، تم اخلاؤها إلى بيت لحم في آذار من عام 2024، هي الان مستقرة في واحد من البيوت المجتمعية التابعة لقرى الأطفال SOS. 
واجهت إيمان منذ صغرها تحديات صحية صعبة، إذ كانت تعاني من مشاكل صحية، ولكن الحرب أوقفت رحلتها العلاجية، مما زاد من معاناتها. لكن فور وصولها إلى بيت لحم، استأنفت علاجها تحت إشراف متخصصين، حيث تلقت الرعاية الصحية والدعم النفسي اللازمين.  
لم يكن الدعم الطبي وحده كافيا لمساعدة إيمان على تجاوز محنتها، بل كانت بحاجة الى الدعم النفسي والاجتماعي من مقدمة الرعاية والأخصائيين المؤهلين لمتابعتها في كافة الجوانب بالتوازي.  إذ حرصت مقدمة الرعاية ماما سماح على تعزيز ثقتها بنفسها من خلال منحها مسؤوليات صغيرة تُشعرها بقدرتها على إدارة حياتها. ومع التحاق ايمان بمدرسة خاصة لتعويض ما فاتها من تعليم خلال الحرب، استطاعت التغلب على مخاوفها المتعلقة بالتأخر الدراسي، وأكملت عامها الدراسي الرابع بنجاح، وانتقلت الى الصف الخامس بروح مفعمة بالإصرار والتفاؤل. 
أصبحت إيمان طفلة واثقة ومنطلقة أكثر، حيث التحقت بمجموعة الكورال المدرسية، وبدأت بتكوين صداقات جديدة، بعدما كانت تعاني من الانطواء والخجل. إذ حرصت الأم البديلة سماح على دعمها لتعزيز ثقتها بنفسها، وتقول حول ذلك: " عندما أزور مدرستها وأسمع المعلمين يثنون على أدبها واجتهادها، أشعر بفخر كبير. إنها فتاة محبوبة وخلوقة ومليئة بالحياة." 
تحلم إيمان اليوم بأن تصبح معلمة أو محامية، ما يعكس التغير الذي طرأ على حالتها النفسية وثقتها بمستقبلها والأمل الذي تشعر به تجاه تقدمها في الحياة، وكذلك عثورها على بيت محب ومكان آمن لشق الطريق نحو مستقبل مشرق ناجح. 
 dsc-0094-jpg